الحب الاعمى فعلا

تقول العرب ان *الحب اعمئ * اي ان العاشق لا يرئ في المحبوب حتئ العيوب الظاهرة و كثيرا ما يشكوا العشاق بعد الزواج من انهم كانوا *مغمضين * عندما علقوا و تعلقوا و يبالغ بعضهم فيزعم ان الزواج يفتح العينين . وربما كان هذا صحيحا في العينين و في *الجيبين * ايضا بعد ان ضربت تكاليف الزواج ارقاما قياسية . و بات الدخول الئ القفص الزوجي اصعب من الخروج من بغداد
و حتئ مرحلة متاخرة اعتقد ان استخدام هذا القول الشعبي يقتصر علئ *الحماة *و الضرة * و ملحقاتهما .في الانتقام من *الاخرئ* تمهيدا للكشف عن عيوبها التي عمي عنها الحبيب . ولكن دراسة طبية ظهرت في الغرب اخيرا اثبتت علميا ان الحب يعمي البصر فعلا و واقعا .
تقول الدراسة ان العشق المفرط .و تواصل الحبيب مع حبيبته يؤديان احيانا الئ انفجار شرايين العيون و خلاياها مما يسبب للعاشق او العاشقة عمئ يمكن ان يستمر شهورا هذا في البداية .اما اذا استمر العاشق في الافراط في الحب فان هذا يمكن ان يؤدي الئ ان يصبح العاشق اعمئ للابد .
و لا تحدد الدراسة مقياس الافراط الغربي و لكن بالتاكيد سوف يكون معتدلا مقارنة مع شرقيتنا المتطرفة .و خاصة في الحب .اقول هذا عن اقتناع ميداني فقد زرت مدن و سمعت كثيرا من اللغات الحية . و لكنني لم اسمع من احد العشاق الغربيين ينادي حبيبته قائلا ...ياعيوني ..يابعد كبدي ...او يا قلبي ... و كلها تكشف ان الحبيب يساوي .ان لم يكن اغلئ . من العينين و الكبد و القلب ..و كل جوارح الحب الاخرئ .
و بالتاكيد فان مجتمعات العالم الثالث لن تتوقف عن الافراط في الحب .حتئ و لو ادئ الئ العمئ .و لكن مشكلة هذه الشعوب تبدا عندما تعشق *قائدها * و تفرط في هذا العشق بحيث يستمر عقودا . و عندئد يمكن ان تصاب بالعمئ .بينما القائد يطلب منها *ان تفتح عيونها علئ المؤامرات *.
ربما كان* الحب العذري *هو الحل .اي الحب *من بعيد * فهو يحفظ البصر و البصيرة مع ان السوابق الغرامية لا تشجع علئ هذا الاتجاه سواء عند جميل بثينة او عند مجنون ليلئ .اذ ان كليهما كان عذريا .و مع ان احدا منهما لم يفقد بصره الا انه فقد عقله .و لعل فقدان العقل في العالم الثالث هو احدئ الراحتين .
هل اصبح الحب اعمئ فعلا...!!!???